يطيب لي أن أضغ بين أيديكم هاته اللافتات للشاعر الكبير..أحمد مطر..رمز التمرد على الرداءة ...والخيانة
1-الخلاصة...كنت أمشي في سلام
عازفاً عن كل ما يخدش
إحساس النظام
لا أصيخ السمع
لا أنظر
...لا أبلع ريقي
...لا أروم الكشف عن حزني
...و عن شدة ضيقي
.لا أميط الجفن عن دمعي
و لا أرمي قناع الابتسام
كنت أمشي� و السلام
...فإذا بالجند قد سدوا طريقي
ثم قادوني إلى الحبس
:و كان الاتهام
أنّ شخصاً مر بالقصر
و قد سبّ الظلام
...قبل عام
...ثم بعد البحث و الفحص الدقيق
علم الجند بأن الشخص هذا
كان قد سلم في يومٍ
...على جار صديقي
أنا لا أدعو
...إلى غير السراط المستقيم
أنا لا أهجو
�سوى كل عُتلٍ و زنيم
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
و أرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
...و ضعاف الخلق في قعر الجحيم
هكذا أبدع فنّي
غير أني
كلما أطلقت حرفاً
...أطلق الوالي كلابه
آه لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابة
و محت كلّ كلامٍ
�يغضب الوالي الرجيم
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم
�خمسُ كلماتٍ
كما يسمح قانون الكتابة
:هي
(قرآن كريم...صدق الله العظيم)
2)حلم
،وقفت ما بين يدي مفسر الأحلام
،قلت له: "يا سيدي رأيت في المنام
،أني أعيش كالبشر
،وأن من حولي بشر
،وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام
،وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر"
،فصاح بي مرتعدا: "يا ولدي حرام
،لقد هزئت بالقدر
"يا ولدي نم عندما تنام
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام
...واهتز رأسي وانفجر
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة�
...و أرحت الشعب مما أثقله
أنا لو كنت رئيساً
...لدعوت الرؤساء
و لألقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
...و عن سر العناء
...و لقاطعت جميع الأسئلة
...و قرأت البسملة
و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة
3) عباس،عباس وراء المتراس
،يقظ منتبه حساس
،منذ سنين الفتح يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا ،محتضنا دفه
،بلع السارق ضفة
،قلب عباس القرطاس
،ضرب الأخماس بأسداس
(بقيت ضفة)
،لملم عباس ذخيرته والمتراس
،ومضى يصقل سيفه
،عبر اللص إليه، وحل ببيته
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل ؛سيفه
صرخت زوجة عباس" :أبناؤك قتلى ،عباس
؛ضيفك راودني، عباس
"،قم أنقذني يا عباس
عباس - اليقظ الحساس - منتبه لم ،يسمع شيئا
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته " :عباس، الضيف "،سيسرق نعجتنا
قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس ،بأسداس
،أرسل برقية تهديد
فلمن تصقل سيفك يا عباس
(لوقت الشدة)
!!إذن، اصقل سيفك يا عباس
لافتات اخرى
طول أعوام الخصام
لم نكن نشكو الخصام
لم نكن نعرف طعم الفقد
.أو فقد الطعام
لم يكن يضطرب الأمن من الخوف،
.ولا يمشي إلى الخلف الأمام
كل شيء كان كالساعة يجري
:بانتظام
.هاهنا جيش عدو جاهز للاقتحام
.وهنا جيش نظام جاهز للانتقام
..من هنا نسمع إطلاق رصاص
.من هنا نسمع إطلاق كلام
وعلى اللحنين كنا كل عام
نولم الزاد على روح شهيد
وننام.
**
وعلى غير انتظار
زُوجت صاعقة الصلح
بزلزال الوئام!
.فاستنرنا بالظلام
.واغتسلنا بالسُخام
واحتمينا بالحِمام!
،وغدونا بعد أن كنا شهودا
.موضعاً للإتهام
وغدا جيش العدا يطرحنا أرضاً
لكي يذبحنا جيش النظام!
**
..أقبلي، ثانية، أيتها الحرب
!لنحيا في سلام