ما الذي يحدث في اليمن؟
أهو صراع محلي مذهبي يقوم به الحوثيون مع الدولة؟ أم هو صراع دولي بأدوات محلية؟ نرجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.
الجواب: إن ما يحدث في اليمن هو صراع دولي استغل ظروفاً محلية، فإن أمريكا تحاول جاهدة (تخويف) حكم علي عبد الله صالح رجل الإنكليز في اليمن. هي تدرك أن علي صالح لم يُبقِ سياسياً قادراً على الوصول إلى الحكم، فقد قَتل واعتقل ونفى كل سياسي من جنسٍ آخر...، ولذلك فإن أمريكا تحرك بعض السياسيين الصغار في الجنوب(تدريباً لهم) على السلطة السياسية مستقبلاً، وفي الوقت نفسه تحرك إيران لتسليح الحوثيين وتمويلهم لإيجاد بؤرة ساخنة تخيف بها اليمن والسعودية... ولكن حتى الآن فإن الخط السياسي لأمريكا هو تهديد حكم على عبد الله صالح لتسهيل تحرُّك مصالحها في اليمن كخطوة أولى من خطوات لاحقة تهدف منها إدخال نفوذها لليمن بشكلٍ كامل في طريقٍ قد لا يكون قصيراً ...
وقد أدرك علي عبد الله صالح هذا الأمر فتوسل لأمريكا بعقد اتفاقية أمنية معها إرضاءً لها لتسكت عن حكمه... فقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة بتاريخ 12-11-2009 أن اليمن قد أبرم مع الولايات المتحدة اتفاقاً أمنياً وعسكرياً بعد جولة من المحادثات بين قيادات عسكرية وأمنية عقدت في صنعاء على مدى اليومين الماضيين.
وتناول هذا الاتفاق مجالات التعاون العسكري والأمني وتبادل المعلومات والخبرات في كلا المجالين. وجاء الإعلان عن هذه الاتفاقية بعد جولة من المباحثات بين رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء الركن أحمد علي الأشول ومدير التخطيط في القيادة المشتركة الأميركية العميد جفري سميث....
فالموضوع واضح تماماً لجميع السياسيين أن ما يحدث في اليمن هو صراع دولي بأدوات محلية، وقد ظهر هذا على ألسنة ساسة الدول ذات العلاقة تلميحاً، بل تصريحاً، فقد صرّح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط إيفان لويس خلال لقائه السفير اليمني في لندن بتاريخ 24-11-2009، صرّح بأنّ هناك دوراً إيرانياً في الأحداث، وقال: (ما يحصل في اليمن هو حرب بالوكالة...)، كما أن الوزير البريطاني قد عقد في اليوم نفسه جلسة لإطلاع عدد من النواب البريطانيين على الأوضاع في اليمن، وشارك في اللقاء السفير البريطاني في صنعاء تيم تورلوت الذي تحدث أيضاً عن دور إيراني قائلاً : \"هناك تأثير إيراني لدرجة معينة...\". وكانت بريطانيا قد تعهدت بتقديم مساعدات للحكومة اليمنية تبلغ قيمتها 105 ملايين جنيه إسترليني، تصرف على مدى ثلاث سنوات اعتباراً من العام الحالي.
وكل ذلك يدل دلالة واضحة على أن ما يحدث في اليمن هو صراع دولي بأدوات محلية.