جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية ومن الشرق سلطنة عُمان ومن الغرب الجمهورية العربية اليمنية ومن الجنوب بحر العرب استقلت في 30 نوفمبر 1967 عن بريطانيا، حيث أسست دولة حديثة اجتماعياً اتخذت نهجاً اشتراكياً لسياستها وقد تم الاستغنى عن النظرية الماركسية من النواحي العقائدية ونحو ذلك وبناء دولتها داخليا وخارجيا، وكانت حليفا للاتحاد السوفيتي السابق، مما جعل العداء قائما بينها وبين جيرانها كالسعودية وعُمان إضافة إلى الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) مما سبب لها إهدارا للجهود والأموال والمساعدات الخارجية وانعدام الدعم العربي. ومن جهة أخرى استفحلت الخلافات والمناوشات الداخلية بما تبقى من جهد نحو تحقيق التنمية المنشودة مع تحقيق الجزء الكبير منها. واستمرت الصراعات بين رفاق الأمس، وخاصة أحداث يناير 1986 وأحداث اللجنة المركزية في عدن بين أنصار الرئيس علي ناصر وأنصار علي عنتر وأنصار الرئيس السابق عبد الفتاح إسماعيل التي أودت بحياة الألاف خلال أسبوع.توحيد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية في العام 1990 ليشكلا الجمهورية اليمنية الحالية.
بعد الوحدة اختلفت أطراف النظام الحاكم مما أدى إلى اشتعال حرب عرفت باسم حرب 1994 الأهلية في اليمن.والتي على إثرها دعى نائب رئيس الجمهورية اليمنية علي سالم البيض للإنفصال أو ما يسمى بفك الإرتباط . والتي انتهت هذه الحرب لصالح الشرعية في 7 يوليو 1994م ببقاء الوحدة حتى هذا اليوم .
تاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
* أ( احتلت القوات البريطانية جزيرة بريم عام 1214هـ، 1799م. وفي عام 1255هـ/1839م احتلت هذه القوات مدينة عدن، بعد مقاومة محلية عنيفة. وأخذت بريطانيا توسّع حدود منطقة استعمارها بشكل تدريجي
* ب( في عام 1378هـ /1958م، وبدعم من بريطانيا ومؤازرتها، انضمت ست سلطنات في اتحاد فيما بينها، ثم تتابع انضمام السلطنات والمشيخات والإمارات، وأخيراً انضمت إليه مستعمرة عدن عام 1382هـ/1962م، وسمّي التكوين السياسي الاتحادي، باسم "اتحاد الجنوب العربي"في حين بقيت السلطنات الثلاث الشرقيه في حضرموت الكبرى مستقله عن هذا الاتحاد استقلالا راسخا تحت مسمى محميات الجنوب العربي حتى 30 نوفمبر 1967 التاريخ التي ضمت فيه محميات الجنوب العربي ضما قسريا إلى جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه. 0•
جـ( تشكلت في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، بعض الأحزاب والمنظمات المناهضة للاستعمار البريطاني، بدءًا من الجمعية الإسلامية، وانتهاء بحزب الشعب الاشتراكي، "حوالي 8 أحزاب ومنظمات"، وقد فشلت هذه المنظمات في تحقيق برامجها وأهدافها، إلا أن الجامع المشترك لكل هذه المنظمات، هو الإيمان بالكفاح المسلّح، ضد الاستعمار البريطاني.
* د( كانت مختلف الظروف الخارجية، والداخلية، تدفع حركة التحرر الوطني الجنوبي، نحو إنشاء تنظيم سياسي، يقود النضال التحرري الوطني، ضد الاستعمار البريطاني، فبعد أن فشلت جميع المبادرات السّلمية، الهادفة إلى تحقيق الجلاء المنشود، سعى المناضلون، إلى تكوين تنظيم سياسي، يقود نضال الجماهير، من أجل تحرير البلاد، وكان هذا التنظيم هو جبهة التحرير القومية، بقيادة قحطان الشعبي، التي تأسست بعد مفاوضات طويلة، في صنعاء عام 1963، بين العديد من التيارات السياسية الوطنية. وعُقد مؤتمرها الأول في صنعاء في مايو 1963، وسمي بالمؤتمر الشعبي العام، وقد حددت إحدى وثائق التنظيم، للوصول إلى الغاية المنشودة، أن تعمل الجبهة على:
(1 وحدة العقيدة والرأي
(2 توفير تنظيم سليم، يحقق وحدة العمل، ويوفر للحركة الثورية، قاعدة شعبية مرتبطة، يسهل تعبئتها، وتحريكها.
(3 الإيمان بالعمل العلمي المخطط، والمدروس، الذي يتفاعل مع الواقع، ويقود إلى الغايات، والأهداف.
وقد شمل نشاط جبهة التحرير القومية، كل مناطق اليمن الجنوبي، كما أصبحت تمثل القطاع الأعظم من الجماهير، وحققت نجاحات عسكرية، والتفت حولها الجماهير، وفي 14 أكتوبر 1963، انطلقت الثورة المسلحة، من جبال ردفان والضالع، المتاخمة للحدود مع الشمال، ضد الوجود البريطاني في الجنوب.
* هـ( وفي شهر يناير 1966، قامت قوى الكفاح المسّلح، بتكوين منظمة جديدة، منافسة للجبهة القومية. فشُكلت جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل، بقيادة عبد القوي مكاوي، وتألفت من حزب الشعب الاشتراكي، ورابطة الجنوب العربي، وهيئة تحرير الجنوب، وقد كانت للجبهة في إحدى المراحل معسكرات للتدريب قرب تعز، واحتضنت الأنظمة العربية هذه المنظمة الجديدة، وقدمت لها كل العون العسكري، والمادي، والإعلامي.
* و.( ما لبثت قوات التحرير أن خاضت هجوماً مكثفاً، على كل مراكز الجبهة القومية، واحتدم الصراع بين الجبهتين، وراح ضحيته الكثير من المناضلين من الطرفين، واستمر القتال حتى أول أغسطس 1966، ووجهت الجامعة العربية، وإذاعة القاهرة نداءاتها لوقف القتال، ودعتهما إلى الدخول في مفاوضات. فوقعت اتفاقية الإسكندرية، حول توحيد الجبهتين في جبهة موحدة، وتلي ذلك خلافات داخلية واسعة، استمرت حتى 14 أكتوبر 1966، ثم اندلع القتال فجأة بين الجبهتين، وكانت النتيجة لصالح الجبهة القومية، بقيادة قحطان الشعبي، وانطلاقاً من ذلك، اعترفت بريطانيا رسمياً بها، ودعتها لإجراء مفاوضات، في جنيف، ابتداء من 20 نوفمبر 1967، وتحقق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967، بعد رحيل القوات البريطانية، وأُعلن عن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، جمهورية عربية مستقلة وعدل الاسم في عهد سالم ربيع إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 1971.
حرب 1994
حرب صيف 1994 وتُعرف أيضاً بحرب 1994 أو حرب الانفصال اليمنية ،هي حرب اهلية اندلعت في اليمن صيف 1994 بين شهري مايو ويوليو بين الحكومة اليمنية في صنعاء والحزب الاشتراكي اليمني في عدن من اجل مطالبة الانحلال أو الانفصال لـ اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي من دولة الوحدة اليمنية التي قامت في عام 1990 بين اليمن الجنوبي بما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واليمن الشمالي بما كان يُعرف بالجمهورية العربية اليمنية. النتهت الحرب في 7 يوليو بهزيمة القوات الجنوبية وهروب معظم القادة الجنوبيين خصوصاً من قادة الحزب الاشتراكي اليمني للمنفى في الخارج ودخول القوات الشمالية لعدن وهو ما يعتبره الكثير من الجنوبيين احتلالاً في حين إعتبرته الحكومة في صنعاء تثبيتاً لدولة الوحدة اليمنية وقضاء على الدعوات الانفصالية. بقي حيدر أبو بكر العطاس، رئيس الوزراء السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ,بمنصب رئيس الوزراء ،ولكن حكومته كانت غير فعالة بسبب الاقتتال الداخلي. المفاوضات المستمرة بين القادة في الشمال والجنوب أسفرت عن توقيع وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان يوم 20 فبراير 1994. وبالرغم من ذلك، اشتدت حدة الاشتباكات حتى اندلعت الحرب الاهلية في أوائل مايو 1994. تقريباً كل الاقتتال الفعلي في الحرب الاهلية كان في الجزء الجنوبي من البلاد على الرغم من الهجمات الجوية والصاروخية ضد المدن والمنشآت الرئيسية في الشمال. الجنوبيون سعوا للحصول على دعم الدول المجاورة ،وتلقت الكثير من المساعدات المالية والمعدات ،ومعظمها من المملكة العربية السعودية ،والتي كانت تشعر انها مهددة من قبل اليمن الموحد، مصادر جنوبية قالت ان الولايات المتحدة الأمريكية عرضت على الجنوبيين التدخل لمصلحتهم بشرط ضمان الحصول على قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى بعد انتهاء المعارك لكن القادة الجنوبيين رفضوا ذلك، في خلال ذلك الولايات المتحدة دعت مرارا إلى وقف لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. محاولات مختلفة ،بما فيها من جانب الموفد الخاص للامم المتحدة ،لم تنجح في تنفيذ وقف إطلاق النار. أعلن القادة الجنوبيين الانفصال وإعادة جمهورية اليمن الديمقراطية في 21 مايو 1994 اي بعد بدء المعارك وهو ما يقول المحلليين ان دعوة الانفصال كانت نتيجة وليست سبب للحرب، ولكن لم يعترف المجتمع الدولي بالدولة المعلنة. الأمم المتحدة في خضم ذلك سعت لوقف الحرب واصدر مجلي الامن قرارين الأول 924 في 1 يونيو و 931 في 29 يونيو 1994 ودعى لوقف إطلاق النار فوراً ،لكن لم يتم تطبيق القرارين. وعندما قال أعضاء مجلس الأمن لسفير اليمن في الأمم المتحدة أن على القوات الحكومية الانسحاب من مشارف عدن، أصبحت الأخبار تقول بأن القوات الحكومية دخلت عدن وسيطرت عليها فلام أعضاء مجلس الأمن السفير اليمني بلهجة شديدة فقال: عذراً يا سادة طلبتم منا سحبها فسحبناها إلى الداخل! علي ناصر محمد الرئيس الجنوبي السابق ساعد مساعدة كبيرة في العمليات العسكرية ضد الجنوبيين في عدن ،واستولت القوات الحكومية الشمالية والموالية لها على عدن في 7 يوليو 1994. المقاومة في المناطق الأخرى انهارت ،الآلاف من القادة الجنوبيين وقادة الجيش الجنوبي توجهوا إلى المنفى مثل السعودية والإمارات وعمان ومصر وغيرها. ويذكر ان دخول القوات الموالية للوحدة صاحبه نهب شامل للمؤسسات في الجنوب وقامت به قوات موالية للحكومة تطبيقاً لسياسة الأرض المحروقة. انتهت الحرب بانتصار القوات الموالية للوحدة بمساعدة الالويه الجنوبيه التي خانت رفاقهم الحنوبيين بقيادة الفريق أول عبدربه منصور هادي وتم تنصيبه نائب رئيس الدوله ولايزال إلى اليوم (2009). رفعت الحكومة قضايا قانونية ضد العديد من زعماء الجنوب وابزها قائمة الـ16 الشهيرة في عام 1997 والتي حكمت بالاتي:
* علي سالم البيض نائب الرئيس ورئيس اليمن الجنوبي السابق (إعدام)
* حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء (إعدام)
* صالح منصر السيلي محافظ عدن (إعدام)
* هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع في اليمن الديمقراطي (إعدام)
* صالح عبيد احمد (إعدام)
* قاسم يحيى قاسم الحبس مدة عشر سنوات مع (النفاذ)
* مثنى سالم عسكر صالح الحبس مدة عشر سنوات مع (النفاذ)
* محمد على القيرحي الحبس مدة عشر سنوات مع (النفاذ)
* عبد الرحمن الجفري رئيس مجلس الرئاسة في اليمن الديمقراطي (الحبس مدة عشر سنوات مع وقف التنفيذ)
* انيس حسن يحيى (الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ)
* سالم محمد عبد الله جبران (الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ)
* سليمان ناصر مسعود (الحبس مدة سبع سنوات مع إيقاف التنفيذ)
* عبيد مبارك بن دغر (الحبس ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ)
* قاسم عبدالرب صالح عفيف (حبس مع النفاذ)
* صالح شايف حسين (حبس مع النفاذ)
* صالح أبو بكر بن حسينون وزير النفط الجنوبي والحاكم العسكري في حضرموت
جمهورية اليمن الديمقراطي قامت ما بين 21 مايو94 حتى 7 يوليو94
هي الدولة التي أعلنها نائب الرئيس اليمني في دولة الوحده علي سالم البيض ورئيس الجنوب سابقا يوم 21 مايو 1994 مطالبا بالانفصال عن الشمال مرة أخرى واحياء الدولة الجنوبية مجددا وعاصمتها عدن، لم تحظى الدولة الوليدة باعتراف دولي رغم بعض التلميحات من دول خليجية بإمكانية الاعتراف بدولة اليمن الجنوبي، ومالبث الرئيس البيض وتحت ضغط الهجوم الشرس من القوات الشمالية أن نقل القيادة إلى المكلا حتى يوم 7 يوليو 1994 عندما اقتحم الجيش الشمالي عدن، وغادر معظم قادة الدولة الوليدة إلى المنفى، في حين غادر البيض بطائرة هيليكوبتر حطت به في سلطنة عمان.
الحراك الجنوبي
ومنذ عام 2007 ظهرت حركة احتجاجات شعبيه واسعه مطالبه لأصلاح مسار الوحده ولكن لعدم قبول السلطه لحل قضاياالمتعلقه بآثار حرب 1994 نشأ مايسمى الحراك السلمي الجنوبي الداعي إلى فك الارتباط مع الجمهوريه العربيه اليمنيه واعتبار الوضع الراهن بأنه وضع احتلال وتبنى الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي أسس ما يعرف بمجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب حين ظهر للعلن في اوروبة يوم 15 مايو 2009 بعد غياب دام 15 سنة في سلطنة عمان التي لجأ لها بعد حرب 1994 ومنحته اللجوء السياسي، وقد اشترطت سلطنة عمان على علي سالم البيض عدم الحديث في السياسة أثناء وجوده على أراضيها لكن بعد حديثه عن مجلس قيادة الثورة السلمية تم الطلب منه مغادرة الأراضي العمانية، ويذكر أنه وصل لعمان برا عبرا صلالة وسكن في العاصمة مسقط, مطالب الحراك وكذلك دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس وطالبا بتنفيذ قرارات مجلس الأمن رقمي 924 و 931 لعام 1994 واعتبار الجنوب منطقه منكوبه طالبة الحمايه الإقليميه والدوليه.
[b][strike]