... انا و هي ...

موضوع: ... انا و هي ... الخميس أبريل 28, 2011 12:11 am

انا و هي

انها المرة العاشرة التي نفترق فيها على خصام ، كلمة منها و كلمة مني ، ثم تتفجر الجلسة ، كأننا جئنا لكي نتخاصم ، ولكي يخرج كل واحد منا سكينا ويطعن الثاني !
كيف يمكن للحب أن يتحول الى صراع ؟ الى حفلة طعنات مسمومة ؟ ما الذي اوصلنا الى هذه الدرجة من عدم التناغم ، بعد ان كنا لحنا شجيا ، لا نشاز فيه ؟ ومن أين يأتي كل هذا التوتر .. كل هذه العصبية ،بحيث أن الهدنة بيننا لا يمكن أن تدوم أكثر من دقائق ؟!
هل انتهى الحب ؟! لو كنت اعرف أن الحب انتهى ، ونضبت ينابيع الحنان ، لما طرحت كل هذه التساؤلات . أقسم أنني احبها ، و أعرف أنها تحبني ، لكن كل الكون من حولنا يدور في اتجاه معاكس ، و كل المشاعر الوردية تتحول الى أشواك .
أعترف بأنني أقسو عليها ، وأهملها ، أجيئها متعبا وضجرا على حافة الانفجار ، أبخل عليها بكل العبارات الرقيقة التي يمكن أن ترطب الجو بيننا ، وانغلق مثل قلعة من قلاع القرون الوسطى ، و أتلذذ و أنا أرها تحاول تسلق بروجي ، دونما جدوى .
لكن ... ما الذي يدفعني الى هذا السلوك الجائر ؟! لماذا أتقصد أن أزعجها ؟ لماذا أبخل عليها بما يمكن للرجل أن يجود به أمام حبيبته ؟ لماذا تثيرني بعض التصرفات منها ، وتدفعني الى دوامه رد الفعل ؟ ماذا حدث لنا ؟!
لو طرحت عليها السؤال ، لردت بالتأكيد أنها عين أصابتنا ، لكني لن أطرح السؤال ، لأنني لا أريد أن أبدو أمامها ضعيفا حائرا ، ولأنني سأزداد توترا وغضبا وجنونا ، اذا سمعتها تتحدث عن العين وعن الحسد والأعداء ...
لا أعداء لنا سوى تفسينا ، لم تصبنا أي عين سوى ، قلة همتنا وتخادلنا في الدفاع عن نبته خضراء جميلة شقت قلبينا ذات يوم وجذبتنا الواحد نحو الآخر .

نحن عاشقان من عشاق الزمن الرديء ، لا نحسن مداراة نبتة الحب ، ولا نحفظ مواعيد سقيها ، ولا نبحث عن المكان الانسب لها تحت الشمس . نتصور الحب لعبة الكترونية تسير بالريموت كونترول ، ولا تستدعي جهدا منا ، وستبقى سائرة الى ماشاء الله دون عطب .
لماذا لم نتعلم الصبر على هذه النبتة في لحظات ذبولها ؟ لماذا لم نفعل أي شئ لنقوم بانقادها واعادة الحياة اليها ؟ انها تصفر و تذبل و نحن ندوسها بالأقدام ، كأننا نتحدى أنفسنا ، نتحدى قدراتنا ، على الصمود في وجه العواصف العاطفية ، والخروج منها منتصرين.
هل هناك منتصر في الحب ؟ و هل الحب مبارة في المصارعة الحرة ، تجوز فيها كل الضربات ؟ ماذا دهانا ؟ وكيف نفرط في هذه النعمة النادرة دونما وعي بما نرتكب ؟
لا ... هذا غير طبيعي ، سأذهب اليها ، لأقول لها كل هذا الكلام ، وسأفتح لها قلبي و اعتذر عن كل البرود السابق ، الحرب والصراعات !
سأعترف لها بأنني لن أعرف الراحة من دونها ، أو مع غيرها ، أو بعيدا عنها .. و سأرجوها أن نفتح صفحة جديدة .
حددت موعد اللقاء...
فجئت اليها خالعا عباءة الكبرياء التي كانت السبب في قتل مشاعرنا ، جئتها هادما كل بروجي العالية ، جئت فقط مصطحبا معي مشاعري .. حبي .. وانسانيتي البسيطة ...
أما هي جاءت الى الموعد بفستان بلون البراعم ، وقبل أن أطلب لها العصير الذي تحب ، سمعتها تقول بصوت له رنين الربيع :
(( لنفتح صفحة جديدة ، حرام أن نقتل النبتة الخضراء في قلبينا ، اعذرني عما فات ، ولا اعلم ماذا دهاني لأدخل معك في حرب وصراعات ، كل ما اعلمه هو أنني لن أعرف الراحة من دونك ، أو مع أي انسان غيرك .......))

... الحب هو أن يستمر اثتان في رؤية احدهما من خلال الآخر وأن يستمتعا بالمشهد ...

آخي استمتعت بقراءة موضوعك و أخذني لأعماقِ كنت أتمنى أن لا أصلها
شكرا جزيلا أخي مواضيعك راقية جدا .. انت مميز .

يسلمو أخي على ردك الراقي ...