قبل الحب تقال أشياء..وعند الحب تقال أشياء..وبعد الحب تقال أشياء..
وشتان مابين ((قبل)) و ((عند)) و((بعد)) ...
قالت له: إذا رزقك الله بطفلك الأول يوماً
فتذكر أنه ليس الأول
فطفلك الأول مات في دفاتري
يوم أغلقت عليه أوراق الحكاية..ورحلت
ويوم رزق بطفله الأول تذكر حديثها
فابتسم بألم...
قال لها : لا شيء في الحياة..يعادلك لديّ
وحين ضبطته متلبساً بخيانتها
أدركت كم هي رخيصة الحياة لديه ...
قالت له: لو فارقتك يوماً...سأموت
وحين التقاها بعد سنوات من الفراق
سألها: كيف لم يقتلك فراقي..؟؟
قالت : لأنك اخترت أرخص أنواع الفراق حين رحلت
وهذا النوع من الفراق أضعف من أن
يحمل العمر معه...ويرحل ...
قال لها : كل اللواتي مررن قبلك..كن وهماً
ووحدك واقعي وحقيقتي
وحين أغمضت عينيها لم تجده في أحلامها
وحين فتحت عينيها لم تجده في واقعها
فأدركت أن هناك مساحة بين الواقع والحلم
يمارس عليها البعض أدواره بجدارة ...
قالت له: لا أتخيل نفسي زوجة لرجل سواك
وفي يوم زفافها من سواه هاتفها قائلا :
بعض الأشياء لا نتخيلها..لكنها تحدث
فهناك مدن يعجز الخيال عن زيارتها رأفة بنا
ويتجول الواقع فيها بقسوة تامة ...
قال لها: أعدك بأن أعود يوماً...
فقط انتظريني
وصدقت وعده
وانتظرته..وانتظرت..وانتظرت
وبعد مرور أجمل سنوات العمر
أدركت أن بعض الوعود ثمنها العمر كله ...
قالت له : عندما تغيب أشعر بالضياع
وغاب
وغاب
وغاب
وعندما عاد لم يجدها
كانت هناك...تمارس دورها مع الضياع ...
قال لها: تحدثي..فصوتك ينسيني أحزاني
فتحدثت
وتحدثت
وتحدثت
كانت تتحدث بلا انتهاء
في محاولة صادقة للقضاء على أحزانه
وعندما انتهت..وجدته يقلب صفحات الوقت ببطء
فأدركت أنها أبدلته الحزن..بالملل ...
قالت له بألم: عندما لا تكون أنت معي
لا يكون معي شيء
فقال لها بغرور:
ربما لأنه لا شيء حولك يستوعب
حجمي بك
فصمتت لتزدادألماً
وصمت ليزداد غروراً
فالبعض لا يدرك أن بعض الغرور يزيد الألم
كما أن بعض الألم يزيد الغرور ...
وبعد أن أرعبنا المساء:
لا تسترجع كل ما يقال لك
كي لا تكتشف مساحة الخيال بأقوالهم لك
ومساحة الغباء بتصديقك لهم !!!