ميونيخ: كثيرة هي معجزات البشر، والقوى الغامضة التي يتمتع بها بعض الناس
يروي التاريخ لنا كثيرا من قصص الخارقين:
فهذا الذي يستطيع أن يثني قضبان الحديد بالنظر إليها دون لمسها،
وذلك الذي يجري العمليات للمرضى بمد يده داخل البطن دون أن يفتحها
وكل قصة لها ادلتها والمعتقدين بصحتها...بل ايضا المدافعين عن صحنها و المتعصبين لها...
ولقد اعجب الرجل ذو الساق الخشبية بهذه القصة وأحب أن يصيغها باسلوبة
ويشارككم بها....
لطالما شاعت هذه القصة التي تفوق الخيال في ألمانيا وتحديداً في إقليم الجنوب البافاري، حيث جرت أحداثها في إحدى القرى الريفية المتاخمة لجبال الألب...
لكل قصة بطلها..
ولدت ماريا فوتنر عام 1821، في قرية "فرازادورف" في ريف بافاريا،
طفلة طبيعية كأي طفلة وكانت تعيش طفولة طبيعية تأكل كما يأكل الأطفال وتلعب كما يلعبون وتشرب مثلهم أيضا...
واستمر هذا حالها حتى أصيبت بداء الجدري،الذي ما لبثت ان شفيت منه بعد فترة
وترك المرض أثره عليها على شكل ندبات حادة في وجهها، لكن لم تكن تلك الندبات هي كل ماتغير فيها بعد المرض
ان التغير الذي طرأ على ماريا بعد المرض والذي جعلها بطلة قصتنا هذه...
هو انها لم تعد راغبة في تناول الطعام وانتهى بها الأمر الى مقاطعة الطعام بشكل كامل، وظلت على هذه الحالة حتى وفاتها عام 1884.
الأمر الذي لم يصدقه شخص حينها والذي قيل انه حير العلماء الذين أجرو الكثير من الدراسة لمحاولة فهمه!
قصة واقعية جداً!
ما زالمازال أقارب ماريا يعيشون في نفس القرية التي عاشت فيها الى يومنا هذا، ويشربون بصنبور المياه نفسه الذي كانت تشرب منه، وهم يتحدثون عن أن "القصة واقعية جداً وحقيقية ، لكن ليس لدينا أي تفسير لذلك الشئ".
ويشير أحد أقارب ماريا إلى صنبور المياه ويقول:"إن أجدادنا ذكروا أنها فقط كانت تتناول هذا الماء كشراب وطعام في الوقت نفسه، ولم تتناول أي طعام آخر حتى وفاتها".
إعجاز طبي؟
كثر الجدال حول قصة هذه الريفية وذاع صيتها، ففي سنة 1843 وصلت أخبارها إلى ملك بافاريا الذي أمر أطباءه باستدعائها إلى ميونيخ العاصمة، لدراسة حالتها.
ووهناك ادخلت المشفى وخضعت لرقابة صارمة للتأكد ومنع أي طعام عنها، وتم فقط إمدادها بالماء والعصائر،
وظلت على هذا الحال خمسة أسابيع، غير أن تغيرات طفيفة طرأت عليها نظراً الى عدم شربها الماء من نفس ماء العين التي كانت تشرب منها في قريتها.
وبعد انقضاء الأسابيع الخمسة تحت الدراسة والمراقبة اعلن اطباء الملك عجزهم
وكتبوا اليه في التقرير الخاص بهذه الحالة
أنها حالة استثنائية لا يجدون لها أي تفسير علمي منطقي.
وذكروا في تقريرهم ان المراءة صادقة ولاتمارس اي نوع من الخدع فهي لم تحاول الربح أو الكسب من هذه الظاهرة !
عادت ماريا إلى قريتها، وظلت تتناول الماء حتى لقبت "بشاربة الماء"،
وبعد اثنين وخمسين عاما عاشتها على شرب الماء فقط، لم يستطع أي عالم أن يعطي تفسيرا لهذه الظاهرة.
أحد هؤلاء العلماء الذين درسوا حالة ماريا هو البروفوسير "هارولد فالاخ" من جامعة فرانكفورت وهو يرى أن هناك احتمال أن يستطيع الإنسان العيش على شرب الماء، لكن مع تناول قطع قليلة من الخبز مثلاً، لكنه لم يستطع تقديم تفسير مقنع لحالة ماريا ويقول صراحة إنه لا يملك مثل هذا التفسير.
ماريا أم الصنبور؟؟!!
بعد وفاة ماريا ما زال حجاج قبرها يتوافدون ،و يزورون قبرها ويتبركون بالمياه التي شربت منها ، فكثيرمن هؤلا يرى بانها قديسة ومبروكة ،وقد دون على شاهد قبرها مختصر للإعجاز الذي تمتعت به. وحتى هذه اللحظة لا يزال الماء ينساب من الصنبور ذاته الذي كانت ماريا تشرب المياه منه كل هذه السنوات.
لكن هناك بعض الزوار والمؤمنين بهذه القصة ينظرون للقصة بشكل مختلف ويرون بان السر يكمن في الصنبور والماء الذي ينساب منه، ...لذا فهم يقبلون على زيارة صنبور الماء والشرب منه باعتقاد انه ماء خاص يطهر الروح وبنعش ويغذي الجسد...
